تربية الأطفال تبدأ مبكراً
مازال في العمر صغيراً، يتعثر بخطواته، وتتلعثم كلماته.. لكن له عقلاً يفهم وقلباً يحب وعينين فضوليتين تريدان معرفة كل شيء.
ومع ذلك نراه يدور حول نفسه، يستثمر طاقته في التخريب ولا يسمع منا إلا التأنيب، يَعجب لعالم الكبار الذي لا يتذكره إلا عند النوم أو الأكل ثم ينساه طيلة اليوم!..
ربما هذا ما يفسر الشقاوة التي ينتهجها الكثير من الأطفال كأسلوب للتعبير عن وجودهم ولفت الأنظار إليهم، فلولا ما يقومون به من شقاوة لما التفت إليهم أحد وما أحس بوجودهم من حولهم، ثم يلقي باللوم عليهم، مع أنهم معذورون أمام حالة اللامبالاة التي يشهدونها من قبل آبائهم.. إضافة إلى الملل الذي يشعرون به بسبب أوقات الفراغ التي لا يستغلها الآباء في تقديم ما يفيد أبناءهم متحججين بصغر سنهم.. رغم أن تربية الطفل المسلم يجب أن تبدأ في مرحلة مبكرة، إلا أن كثيراً من الآباء يهملون مرحلة ما قبل الدراسة رغم أهميتها وتأثيرها الذي لا يستهان به إذا ما أحسن أولياء الأمور استغلالها.
وأولاً يجب أن يتذكر الآباء أن الغاية من تربية أبنائهم هي إرضاء الله وأخذ الأجر والمثوبة، إلا أن مفهوم التربية -للأسف- اختلط عند كثير من الآباء حتى تاه عن حقيقته، إذ لا يمكن أن نسمي ما يحدث في كثير من البيوت من اعتناء الأهل بأبنائهم بالتربية، وإنما التعبير الأصح هو الرعاية.
تقول الدكتورة حصة المزين: "إن ما يقوم به الناس تجاه أولادهم لا يسمى بالتربية وإنما بالرعاية، وهناك فرق كبير بين الاثنتين، فالرعاية يمكن أن تقدم للإنسان كما تقدم للحيوان.. (الأكل، الشرب، الاغتسال، وحتى ارتداء الثياب)، لكن التربية هو أمر مقتصر على الإنسان ويعني غرس القيم الصحيحة وتنمية لغة الحوار مع الطفل وهذا ما تفتقده كثير من العائلات".
وتحسب الأم تحسن صنعاً إذا ما قدمت الطعام لطفلها، وألبسته أفضل الثياب، وتنسى الدور الحقيقي لها وواجبها إزاء أبنائها في غرس القيم والأخلاق ومبادئ الدين الصحيح، ويستهين البعض بأهمية هذا الدور، خاصة في المرحلة المبكرة من حياة الطفل، ثم يبدأ الندم يتسرب إلى الأهل عندما يكبر الطفل ولم يتلقن من أهله إلا مواعيد الطعام وأوقات الاستحمام، هذا عدا عن أن التربية واجب ديني نثاب عليه، ونعاقب على تقصيرنا به؛ إذ أن التقصير به يتسبب بحرماننا من الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
صغير الحجم قوي الذاكرة كثير الأسئلة..
غالباً ما يكون الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة فضولياً كثير التساؤل يرغب في التعرف على البيئة المحيطة به، واستكشاف كل ما يوجد حوله، كثير الجدال يستطيع التفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر، لذلك يمكن استغلال هذه المرحلة العمرية ببناء شخصيته من جميع النواحي.. (العقدية، الإيمانية، العلمية، الثقافية، السلوكية، الاجتماعية، النفسية، العاطفية، وتنمية الذوق والجمال والإبداع لديه).
ويذكر الأستاذ "أحمد سليمان" في كتابه منهاج الطفل المسلم في ضوء الكتاب والسنة الهدف من تربية الأبناء، ويستعرض بعض الوسائل المعينة على ذلك..
- الهدف الأول من تربية الأبناء الاستجابة لأمر الله (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً..)
- ثانياً بناء الأبناء عقدياً وإيمانياً: ويكون ذلك بتلقينه" لا إله إلا الله" وتكرارها، تعميق مراقبة الله في قلبه "احفظ الله يحفظك" وذلك عندما نذكره دوماً بأن الله يراك ويسمعك وهو معك.
تعميق حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلبه بتطبيق سنته واتباعه.
تقديم مكافآت للأبناء بين الحين والآخر، كمنحه مكافأة على حفظ القرآن والمداومة على الأذكار.
- ثالثا ًبناء الأبناء علمياً وثقافياً: بتعليم القرآن والسنة، السيرة النبوية، الآداب والسلوك، والأذكار والأدعية بتوفير مكتبة منزلية للطفل فيها الكتب وشرائط التسجيل والفيديو النافعة، وإرساله للحضانة ليتعلم وإلحاقه بحلقة تحفيظ بالمسجد، والإجابة على تساؤلات الطفل بما يناسبه والاهتمام بالقصص التربوية.
- رابعا ًبناء الأبناء خلقياً وسلوكياً وأدبياً: بالقدوة الحسنة للوالدين، استعمال العبارات المهذبة أمامه ومعه وبخاصة عند الغصب، الوفاء بما عاهدتهم عليه، ضرب أمثلة قصصية وواقعية لقدوة حسنة.
- خامساً بناء الأبناء اجتماعياً: اصطحابه لمجالس الكبار، إظهار ما تعلمه أمام الكبار لتنمية ثقته بنفسه، تعويده سنة السلام دخولاً وخروجاً، تعويده الاستئذان في كل شيء، تربيته على قضاء حاجات الأسرة، تعويده على البيع والشراء -إن أتيح ذلك- والجرأة الأدبية، زيارة الأقارب والجلوس عندهم فترات كافية، تربية الحيوانات الأليفة والطيور والأسماك التي يمكن للطفل التعامل معها، اصطحابه للمسجد من حين لآخر ليحبه ويرتبط به ويرى الغرباء عن والديه، حسن اختيار أصحاب من الحي أو من المحيطين به.
- سادساً بناء الأبناء نفسياً وعاطفياً: وذلك عن طريق التعرف على نفسية الطفل ومتطلباتها في كل مرحلة، احترام الطفل وعدم إهانته وبخاصة أمام الناس صغاراً كانوا أو كباراً.
حسن الاستماع إليه وإشعاره بأهمية ما يقول، توجيهه برفق وعلى انفراد، مشاركته في اللعب والجلوس معه، حسن استقباله وتوديعه وتعويده على ذلك.
الحرص على إسعاد الطفل قبل النوم خاصة، وتجنيبه المشاهد والأصوات المخيفة، الانتباه إلى خطورة دوام العقاب البدني باستمرار وخطورة التهديد بالعقاب باستمرار.
- سابعاً بناء الأبناء صحياً وجسدياً: تعويده على أداء تمارين رياضية خفيفة، وتعريضه للشمس يومياً.
عقد المسابقات الرياضية للأطفال، لعب الكبار معهم، تجنيبهم الأمراض المعدية، الكشف الدوري عليهم، خاصة الأسنان وتعويدهم تنظيف أسنانهم وثيابهم ومكان نومهم، الرقية الشرعية قبل النوم وعند المرض (بسور الإخلاص والمعوذتين).
- ثامناً بناء الأبناء فنياً وجمالياً وذوقياً وإبداعياً: تربيته على تجميل غرفته وتزيينها، الاهتمام بجمال أدواته الخاصة به، توفير ألوان وكراسات تلوين وورق ملون وصلصال وترك الحرية ليفعل ما يشاء تحت إشراف الوالدين، توفير الألعاب التي تعتمد على الفك والتركيب والبناء والهدم.
استخدام أفلام الفيديو التي تتناول جمال الخلق في الطبيعة، والخروج للحدائق والخلاء أو البحر أو تعويدهم التأمل والتفكير ببساطة، الاستماع للأناشيد المناسبة لسنهم.
الاحتفاظ بإنتاج الطفل الأدبي والفني في سجل أو صندوق أو كراسة وعدم إهماله.
مازال في العمر صغيراً، يتعثر بخطواته، وتتلعثم كلماته.. لكن له عقلاً يفهم وقلباً يحب وعينين فضوليتين تريدان معرفة كل شيء.
ومع ذلك نراه يدور حول نفسه، يستثمر طاقته في التخريب ولا يسمع منا إلا التأنيب، يَعجب لعالم الكبار الذي لا يتذكره إلا عند النوم أو الأكل ثم ينساه طيلة اليوم!..
ربما هذا ما يفسر الشقاوة التي ينتهجها الكثير من الأطفال كأسلوب للتعبير عن وجودهم ولفت الأنظار إليهم، فلولا ما يقومون به من شقاوة لما التفت إليهم أحد وما أحس بوجودهم من حولهم، ثم يلقي باللوم عليهم، مع أنهم معذورون أمام حالة اللامبالاة التي يشهدونها من قبل آبائهم.. إضافة إلى الملل الذي يشعرون به بسبب أوقات الفراغ التي لا يستغلها الآباء في تقديم ما يفيد أبناءهم متحججين بصغر سنهم.. رغم أن تربية الطفل المسلم يجب أن تبدأ في مرحلة مبكرة، إلا أن كثيراً من الآباء يهملون مرحلة ما قبل الدراسة رغم أهميتها وتأثيرها الذي لا يستهان به إذا ما أحسن أولياء الأمور استغلالها.
وأولاً يجب أن يتذكر الآباء أن الغاية من تربية أبنائهم هي إرضاء الله وأخذ الأجر والمثوبة، إلا أن مفهوم التربية -للأسف- اختلط عند كثير من الآباء حتى تاه عن حقيقته، إذ لا يمكن أن نسمي ما يحدث في كثير من البيوت من اعتناء الأهل بأبنائهم بالتربية، وإنما التعبير الأصح هو الرعاية.
تقول الدكتورة حصة المزين: "إن ما يقوم به الناس تجاه أولادهم لا يسمى بالتربية وإنما بالرعاية، وهناك فرق كبير بين الاثنتين، فالرعاية يمكن أن تقدم للإنسان كما تقدم للحيوان.. (الأكل، الشرب، الاغتسال، وحتى ارتداء الثياب)، لكن التربية هو أمر مقتصر على الإنسان ويعني غرس القيم الصحيحة وتنمية لغة الحوار مع الطفل وهذا ما تفتقده كثير من العائلات".
وتحسب الأم تحسن صنعاً إذا ما قدمت الطعام لطفلها، وألبسته أفضل الثياب، وتنسى الدور الحقيقي لها وواجبها إزاء أبنائها في غرس القيم والأخلاق ومبادئ الدين الصحيح، ويستهين البعض بأهمية هذا الدور، خاصة في المرحلة المبكرة من حياة الطفل، ثم يبدأ الندم يتسرب إلى الأهل عندما يكبر الطفل ولم يتلقن من أهله إلا مواعيد الطعام وأوقات الاستحمام، هذا عدا عن أن التربية واجب ديني نثاب عليه، ونعاقب على تقصيرنا به؛ إذ أن التقصير به يتسبب بحرماننا من الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
صغير الحجم قوي الذاكرة كثير الأسئلة..
غالباً ما يكون الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة فضولياً كثير التساؤل يرغب في التعرف على البيئة المحيطة به، واستكشاف كل ما يوجد حوله، كثير الجدال يستطيع التفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر، لذلك يمكن استغلال هذه المرحلة العمرية ببناء شخصيته من جميع النواحي.. (العقدية، الإيمانية، العلمية، الثقافية، السلوكية، الاجتماعية، النفسية، العاطفية، وتنمية الذوق والجمال والإبداع لديه).
ويذكر الأستاذ "أحمد سليمان" في كتابه منهاج الطفل المسلم في ضوء الكتاب والسنة الهدف من تربية الأبناء، ويستعرض بعض الوسائل المعينة على ذلك..
- الهدف الأول من تربية الأبناء الاستجابة لأمر الله (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً..)
- ثانياً بناء الأبناء عقدياً وإيمانياً: ويكون ذلك بتلقينه" لا إله إلا الله" وتكرارها، تعميق مراقبة الله في قلبه "احفظ الله يحفظك" وذلك عندما نذكره دوماً بأن الله يراك ويسمعك وهو معك.
تعميق حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلبه بتطبيق سنته واتباعه.
تقديم مكافآت للأبناء بين الحين والآخر، كمنحه مكافأة على حفظ القرآن والمداومة على الأذكار.
- ثالثا ًبناء الأبناء علمياً وثقافياً: بتعليم القرآن والسنة، السيرة النبوية، الآداب والسلوك، والأذكار والأدعية بتوفير مكتبة منزلية للطفل فيها الكتب وشرائط التسجيل والفيديو النافعة، وإرساله للحضانة ليتعلم وإلحاقه بحلقة تحفيظ بالمسجد، والإجابة على تساؤلات الطفل بما يناسبه والاهتمام بالقصص التربوية.
- رابعا ًبناء الأبناء خلقياً وسلوكياً وأدبياً: بالقدوة الحسنة للوالدين، استعمال العبارات المهذبة أمامه ومعه وبخاصة عند الغصب، الوفاء بما عاهدتهم عليه، ضرب أمثلة قصصية وواقعية لقدوة حسنة.
- خامساً بناء الأبناء اجتماعياً: اصطحابه لمجالس الكبار، إظهار ما تعلمه أمام الكبار لتنمية ثقته بنفسه، تعويده سنة السلام دخولاً وخروجاً، تعويده الاستئذان في كل شيء، تربيته على قضاء حاجات الأسرة، تعويده على البيع والشراء -إن أتيح ذلك- والجرأة الأدبية، زيارة الأقارب والجلوس عندهم فترات كافية، تربية الحيوانات الأليفة والطيور والأسماك التي يمكن للطفل التعامل معها، اصطحابه للمسجد من حين لآخر ليحبه ويرتبط به ويرى الغرباء عن والديه، حسن اختيار أصحاب من الحي أو من المحيطين به.
- سادساً بناء الأبناء نفسياً وعاطفياً: وذلك عن طريق التعرف على نفسية الطفل ومتطلباتها في كل مرحلة، احترام الطفل وعدم إهانته وبخاصة أمام الناس صغاراً كانوا أو كباراً.
حسن الاستماع إليه وإشعاره بأهمية ما يقول، توجيهه برفق وعلى انفراد، مشاركته في اللعب والجلوس معه، حسن استقباله وتوديعه وتعويده على ذلك.
الحرص على إسعاد الطفل قبل النوم خاصة، وتجنيبه المشاهد والأصوات المخيفة، الانتباه إلى خطورة دوام العقاب البدني باستمرار وخطورة التهديد بالعقاب باستمرار.
- سابعاً بناء الأبناء صحياً وجسدياً: تعويده على أداء تمارين رياضية خفيفة، وتعريضه للشمس يومياً.
عقد المسابقات الرياضية للأطفال، لعب الكبار معهم، تجنيبهم الأمراض المعدية، الكشف الدوري عليهم، خاصة الأسنان وتعويدهم تنظيف أسنانهم وثيابهم ومكان نومهم، الرقية الشرعية قبل النوم وعند المرض (بسور الإخلاص والمعوذتين).
- ثامناً بناء الأبناء فنياً وجمالياً وذوقياً وإبداعياً: تربيته على تجميل غرفته وتزيينها، الاهتمام بجمال أدواته الخاصة به، توفير ألوان وكراسات تلوين وورق ملون وصلصال وترك الحرية ليفعل ما يشاء تحت إشراف الوالدين، توفير الألعاب التي تعتمد على الفك والتركيب والبناء والهدم.
استخدام أفلام الفيديو التي تتناول جمال الخلق في الطبيعة، والخروج للحدائق والخلاء أو البحر أو تعويدهم التأمل والتفكير ببساطة، الاستماع للأناشيد المناسبة لسنهم.
الاحتفاظ بإنتاج الطفل الأدبي والفني في سجل أو صندوق أو كراسة وعدم إهماله.